فتحتُ عيني على صوتِ الهاتفْ ، نظرتُ للزمنِ المعلقِ فوقَ رأسي الساعة الثالثة صباحاً !! الهي من المتصل الآن ؟
زحفتُ مُسرعة نحو الباب أحملُ فوقَ وجهي ملامحُ غرابتى لأتيقَّن من الصوتِ أكان الهاتف؟
حين اقتربتُ من السماعة ..توقف الصوتُ ...يبدو أن المتصل ملَّ الانتظار! ابتسمتُ ابتسامة غريبة لم أدرك تفسيراً لها حتى الآن!!
توجهتُ نحو غرفتى أجرٌ خلفي قبائلَ أرق
النافذة الخشبية نصفُ مفتوحة والجو يحملُ أطناناً من ال برودة يا لـ ثُقلِ اليلِ ..، ! يبدو أن اليلة أرقٌ على أرق توجهتُ نحو المطبخِ أقتلُ كسلي بفنجان قهوة مضبوط والسؤالُ يطرق باب عقلي ترى من الهاتف؟
منذُ فترة لم يتصل بي أحد!!
أخذتُ نفساً عميقاً وأطلقتهُ بالهواء رحتُ نحو الهاتفِ ثانية أحرك أناملي على الأرقام البالية
تمتمتُ:
"ياااه منذ سفرِ صديقتي ( سارة) وأنا أرتقبُ صوت الهاتف"
آهِ وقد نُسِّيتُ أرقامه الكلاسيكية عام مضى على سفرها الأخير ...، سافرتْ وسافر معها دبيب الحياة بقلبي هذا البابُ الأخرس كم شكى من ضجيج شقاوتها الطفولية حين كانت تزورنى كانت تحملُ بينَ أناملها طبلة ومزمار ههه لم تمل يوماً زيارتي. ترى كيف أنتِ بغربتكِ ؟ ...منذ سفركِ والاتصال بيننا انقطع تماماً
[size=24]
[size=25]فتحتُ الشرفة وتسللتُ مع الهواء البارد يشدنى الحنين إلى ذكراها كانت لنا تأملات قمرية مدهشة كنا نرسمُ على وجه القمر تأملاتنا اليومية تصورات مستقبلنا الغامض ، وملامح فارس أحلامنا أفكارنا كانت تتجاذب كثيراً...رغم الشغب كان فارسُ أحلامي طويلاً أسمراً وسيماً وكانت سارة تحبُ أن تثير غيظى... لتبتسم فارسُ أحلام سارة كانَ أبعدُ من حدودِ الخيالِ رحتُ نحو صندوق ذكرياتٍ بالي أعبثُ فيهِ لعلي أجدُ شيئاً من بقايا كلماتها وفتحتُ ورقةً ممزقة كتبتْ فيها
(ودخلتَ مملكة أحــزاني لتغزوها بشعاع ضوئك الوهاج رسمتك فاتحاً له بريق الأبطال
تغرس أشجار المودة
بكل مبادئ العشق القديم تنثر روحك في أحياء مملكتي تنتقل من مكان لمكان تحمل على جناحك الملائكي أطفال الحي المشردون في شوارع
المدينة تمنحهم حنان الحب ودفئه وتوزع عليهم معونات الأمان كان سيفك النقي معطر بدماء من يكرهون البناء
تُسقط كل الأقنعة التى كان يرتديها أصحاب الرؤوس السوداء والرمادية جنّدت بجيشك كل القلوب المخلصة كبياض روحك النقية
منحتنى وطناً حراً ارتفعتْ فيهِ الرقاب بعدما كانت مدفونه في الرمال كالنعام تخشى الحقيقة
اقتلعتَ القلوب التى عرّت الصدق في زمن النفاق[/size]
هدمت بروج الخيانة والغدر والكذب وغرست سكين الطهر بظهر كل من لوث الحب
بدخان المشاعر الصناعية أعدمت كل ما أنتجته المصانع من كراهية للطبيعة
وبكل أدبٍ..
اعتذرتَ عندما سقطت منك سهوا زجاجة من ممتلكات احدى العاملات بالمصنع وأهديتها بزجاجة أكثر نقاء كأنفاسك الطاهرة
كنت أتابع من بُعدٍ مسيرتك وأنا في قصري!!) .
كنت أتابع مسيرة حلمها وأنا في قصري!!.. أقصد وأنها في شرفتى ههه
كانت تتحدثُ عنهُ بثقة حتى كدتُ أغارُ من حبها له سألتها يوماً ...هل تظنينَ أن هناكَ رجلاً يحملُ الأنثى حباً / فوقَ ظهرهِ ويمضى ؟ صمتت، وعلا وجهها ابتسامة مشرقة كادت أن تغرق . أخذتنى معها لعالم نقي ،كنتُ أسمعها بعينينِ مغمضتين أذكر يوم رشت بوجهي كوبا من الماء البارد تحسبنى غفلت ، الحقيقة أننى كنتُ أغفو مع حديثها عنه كانت تحكى عنه وكأنها متيقنة من وجوده .. الغريب أن سارة رغم رومانسيتها الشديدة ورقة مشاعرها لم تسكنَ لرجلٍ يوماً يمشى على الأرض!!
ياه يا سارة ترى هل تذكرين آخر لقاء بيننا؟ كانت ملامحكُ تتفحصُ كل الزوايا وكأنكِ تودعينها ،..طلبتِ منى أن ألملم لك كل الصور والرسائل القديمة بيننا ... كانت الحروف تتساقط من أوراق الذكرى وكانها تلوذُ بالبقاءِ هُنا ،وتصرينَ على أخذها فتحتُ دولابى الصغير وعبأت لكِ حقيبتك الأنيقة بالصور، واحتفظتُ بصورة واحدة فقط خبأتها عنكِ سنوات طويلة
الآن وقد صار لقاءنا مستحيلاً!! أعتذرُ لكِ صديقتى عن صورة كنتِ كلما هممتِ بالتفتيشِ عنها خبأتها...لنحلمْ! .
هى محاولتى الثانية لـ كتابة القصة شدَّنى حواراتكم الجادة هنا فوددتُ خوضَ التجربة مُتشوقةٌ جداً لنقدكم همسة