هي حادثة ، أو مأساة حقيقية ، لعائلة فلسطينية ، كانت تقطن بتونس ، وعلى معرفة شخصية بهم .
كان ، الأب يعمل كواحد من حرس الامن ، لدى الرئيس الفلسطيني الراحل أبوعمار رحمه الله . كان في الاربعين ، من العمر متزوج ، وزوجته ، ربة منزل ، وكانوا ، كباقي البشر الذين سرقتهم الحياة وملاذتها ، عن الاخرة والحساب . وكان كعادة حراس الأمن ، ما من تحرك بسيط للرئيس ، الا ، ولابد ان تكون الاسحلة دائما مجهزة ، وعلى أهبة الاستعداد دائما . كان لديه ثلاثةأطفال ذكور ، وكم تمنى هو وزوجته أن يرزقهما الله ببنت . حتى تكتمل فرحتهما ، ورزقهما الله بتلك البنت ، وكانت آية من الجمال ، وأطلقوا عليها اسم أُمنيه . وفي يوم ، عاد الزوج إلى المنزل ، وكان يبدو عليه الانزعاج . فقد كان ممن طلبهم ، الرئيس لحمايته ، في زيارة خارج العاصمة تونس ، وبعدما ، فتح الباب طلب من زوجته ، سرعة تحضير زي رسمي ، على الا تنسى أن تذكره بأخذ السترة الواقية من الرصاص . وكان مصدر إنزعاجه ، أنه ، لم يقم بتنظيف مسدساته ، منذ فترة طويلة . وعلى عجالة ، جلس على طاولة السفرة ، وبدأ ، في تفكيك المسدسان ، من أجل تنظيفهما . ولم ، يلحظ وجود أُمنية بالقرب منه ، وكانت طفلتة أُمنيه ، لها من العمر ، فقط ، خمس سنوات ، فاجأت والدها ، بوجودها حوله ، عندما سألته : بابا شو عم تعمل ؟ فنادى الأب ، زوجته ، لتأتي ، وتأخذ البنت بعيدا عنه ، لان الاسلحة خطرة . الزوج : تعي خذي البنت من جنبي ! الزوجة : أي هيني جايه لسه عم أحضرلك البدلة . الزوج : أي بس تعي خديها ما مخلياني أعرف أشتغل شي ! الزوجة : من غرفة النوم ، أُمنية ماما ، تعي حبيبتي خدي هي جبتلك بنبون !. أمنية : ما بدي بنبون ، بدي أضلني هون جنب بابا ، اتفرج عليه ، وجلست على الكرسي ، ومن ثم صعدت على الطاولة !. أشفق الأب ، على أبنته التي تود التمتع ، بالتفرج ن على شيء ليس للأطفال . سألته أمنية : بابا شو أسم هذا ؟ أبعده عنها وقال : مسدس بابا !. أمنية : وهذا الثاني ؟ الأب : وهذا برضه مسدس حبيبتي !.أوعي تحطي أيدك عليه . أكتفت ، الصغيرة بالاسئلة لمدة خمسة دقائق . وسألت والدها : شو بتعمل بابا فيهم ؟ فرد الأب : بنأوص الحرامي فيهم !. سألته : كيف بابا ؟ فأمسك الأب بالمسدس ، وصوب ناحية الحائط ، وقال : لها هيك بابا ! طاخ طاخ . محاولا ، تقليد صوت أطلاق الرصاص . فغرقت ، الصغيرة بالضحك ، لإنها تعودت من والدها ، هذه المداعبات الأبوية . وأكتفت ، بهذا ونزلت ، لتكمل لعبها ، حول والدها ، وبجانبه . وبدأ ن الأب في إعادة ، تركيب المسدسين ، لانه تقريبا أنتهى من تنظيفهما . وأنتهت الزوجة ، من تجهيز اللباس الرسمي ، وأتت الى غرفة السفرة ، أينما زوجها منهمك بعمله . وهي تقول : هيني ، حضرت إلك كلشي ، وهي السترة الواقية ، عشان ماتنسهوش ن هيو هين جنبك . ووضعته ، على الطاولة ، وانصرفت لباقي أعمالها في المنـزل مطمئنة ، إلى أن أُمنيه ، بعيدة عن والدها . أنتهى الزوج ، من تركيب المسدسين ، ونادى على زوجته ، قائلاً : هيني نازل بدكم أشي ؟ الزوجه : سلامتك ، الله معك ، دير بالك على حالك . الزوج : يلا ، مع السلامه ، وأمسك علاقة لباسه الرسمي ، وبدأ في حمل السترة الواقية من الرصاص أحست ، أُمنية برغبة أبيها ، بالخروج ، فأمسكت بساق والدها ، وقالت : بابا بابا، بدي إياك ، تأوصني ، زي ما بتأوصوا الحرميين !!!! ولانه ، على عجل قال لها : أي طيب بابا ، روحي ، أوأفي جنب الحيط ، لحتى ، أعرف أأوص عليكي . أتجهت ، أمنية مرحة وفرحة ، إلى الحائط ، ونظرت لوالدها وقالت : يلا بابا أوصني . وصوب ، الوالد عليها المسدس ، قائلا لها ، بعد أن رأى علامات هلع ، في عينيها : ديري وجهك على الحيطه ، بابا . فنفذت ، الصغيرة أمر والدها . وكنت ، مرتدية فستان أزوق سماوي ، وأدارت ، وجهها ناحية الحائط . وقالت ، لإستعجال والدها : يلا بابا . فصوب ، الأب المسدس على أبنته ، وضغط على الزناد ، وخرجت الرصاصة مسرعة ، من ماسورة المسدس ، إلى ، هدف برىء ، وقتل ، ناتج عن حب أب حنون ، وبطريق الخطأ . قُتلت ، الصغيرة أمنية ، وتناثر دمها في كل مكان . وصرخت ، الأم من المطبخ : أمنية ، بنتي حبيبتي . وخرج ، أخوتها ، من غرفتهم يسألون ببرائة : شو شو في ؟ وتجمعوا ، في غرفة السفرة . ورأوا ، الأب يحتضن جثة أبنته ، ويصرخ : بابا أمنية ، ردي عليا حبيبتي شو فيك !!! ردي ، عليا بابا ، بدك أأوصك ثاني مره . وكان ، ممسكاً بالسترة الواقية ، ويقول : ليش ، ما أُولتيلي ألبسك هاي بابا ؟ رافعاً السترة إلى أعلى . وبدأ ، بعويل المجروح . وبدأ ، صراخ كل من في البيت .
فقد ، سهو على الوالد ، أنه أثناء التنظيف ، لم ، يفرغ أحد المسدسين جيدا ، من رصاصته . وكانت ، الرصاصة في ماسورة الأطلاق . وصدف ، أن كان هو نفس المسدس ، الذي ، أراد به تلبية رغبة ، أبنته أمنيه . وعاد ، الأب والأم ، إلى التدبر والتفكر ، بحياة الأخرة ، وترك ملذات الدنيا .
[size=12]تنويه لابد منه الحوار باللجهة المحكية الشامية القصة حقيقية مع اللعب بأسم الصغيرة